عنصر الخلاصة
·
تمت الإضافة تدوينة واحدة إلى , اعراض_الحمل

تختلف أعراض الحمل من امرأة إلى أخرى، وقد يكون الشعور بالبرد أحد الأعراض المدهشة وغير الشائعة التي تُلاحظها بعض النساء أثناء فترة الحمل. إذا كنتِ تتساءلين عن سبب هذا الشعور وهل هو مرتبط فعلاً بالحمل، فقد وصلتِ إلى المكان المناسب. في هذا المقال المفصّل، سنتحدث عن أسباب الشعور بالبرد أثناء الحمل، العوامل المؤثرة، وكيفية التعامل معه.

ما هو الشعور بالبرد أثناء الحمل؟

الشعور بالبرد أثناء الحمل قد يكون ببساطة أحد الأعراض الجسدية لنشاط جسمك خلال هذه المرحلة الجديدة. تعدّ فترة الحمل مليئة بالتغيرات الجسدية والهرمونية التي قد تؤدي إلى أعراض متنوعة مثل الغثيان، التعب، وحتى الشعور بالبرد. بينما تعاني بعض النساء من الشعور بالحرارة الشديدة بسبب ارتفاع مستوى التمثيل الغذائي، هناك أخريات يشعرن بالبرودة بطريقة ملحوظة.

هل الشعور بالبرد يعتبر من علامات الحمل المؤكدة؟

على الرغم من أن الشعور بالبرد ليس من أعراض الحمل التقليدية مثل الغثيان أو انقطاع الدورة الشهرية، إلا أنه قد يظهر في حالات معينة كنتيجة للتغيرات في جسم المرأة. ليس من الضروري أن تصاب كل امرأة بهذا العرض، وبالتالي فإن الشعور بالبرد لوحده قد لا يكون مؤشرًا مؤكدًا على الحمل. يُفضل دائمًا إجراء اختبار الحمل أو استشارة الطبيب للتأكد من ذلك.

الأسباب الرئيسية للشعور بالبرد أثناء الحمل

الجسم يُحدث العديد من التغييرات الفسيولوجية خلال فترة الحمل، مما قد يؤدي إلى الشعور بالبرد. أهم الأسباب تكمن في:

التغيرات الهرمونية

خلال الحمل، يحدث تغيير كبير في مستويات الهرمونات مثل هرمون البروجسترون والإستروجين. هذه الهرمونات يمكن أن تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة. قد تُسبب هذه التغيرات الحساسية المفرطة لتغيرات الجو أو حتى برودة الأطراف.

انخفاض ضغط الدم

من الشائع أن ينخفض ضغط الدم عند بعض النساء أثناء الحمل، وهذا قد يؤدي إلى الشعور بالبرد. تدفق الدم يكون موجهًا بشكل رئيسي لدعم الجنين والأعضاء الرئيسية، مما يترك الدورة الدموية أحيانًا غير كافية لتدفئة الأطراف.

فقر الدم

فقر الدم الناتج عن نقص الحديد هو حالة شائعة بين النساء الحوامل. يقلل نقص الحديد من قدرة الجسم على إنتاج الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يقوم بنقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. نقص الهيموغلوبين قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والبرد.

بطء التمثيل الغذائي

في حالات نادرة، قد يعاني بعض النساء من اضطراب في الغدة الدرقية أثناء الحمل يُعرف باسم "قصور الغدة الدرقية". هذا يبطئ عملية التمثيل الغذائي ويؤدي إلى الشعور بالبرد.

كيفية التعامل مع الشعور بالبرد أثناء الحمل

الشعور بالبرد خلال الحمل قد يكون طبيعيًا وقد لا يستدعي القلق، ولكن إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل التعب الشديد أو الدوار، فمن الأفضل استشارة الطبيب. وفيما يلي بعض النصائح للتعامل مع هذا العرض:

النظام الغذائي المتوازن

تناول أطعمة غنية بالحديد مثل السبانخ والعدس يمكن أن يساعد في تحسين مستويات الهيموغلوبين وتجنب فقر الدم. تأكدي من الحصول على الفيتامينات المناسبة مثل فيتامين B12 لدعم عملية التمثيل الغذائي.

الحفاظ على التدفئة

ارتداء الملابس الدافئة واستخدام البطانيات يمكن أن يخفف من الشعور بالبرد. تأكدي أيضًا من تدفئة اليدين والقدمين حيث تكون المناطق الطرفية أكثر عرضة للبرودة.

المتابعة الطبية

إذا كان الشعور بالبرد مستمرًا وغير مبرر، يُفضل إجراء فحوصات دم للتأكد من عدم وجود فقر دم أو اضطرابات هرمونية. قد يُوصي طبيبك بمكملات غذائية لتحسين الحالة.

تجنب التوتر والإجهاد

التوتر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الشعور بالبرد. ممارسة اليوغا أو التأمل أو حتى جلسات التدليك الآمنة أثناء الحمل قد تساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر.

علامات أخرى قد ترافق الشعور بالبرد أثناء الحمل

بجانب الشعور بالبرد، قد تلاحظ النساء ظهور بعض الأعراض المرافقة التي قد تشير إلى الحمل أو مشكلات أخرى:

التعب والإرهاق

إذا شعرتِ بالبرد مع تعب مستمر، فقد يكون ذلك علامة على نقص الطاقة أو فقر الدم. الجسم يحتاج إلى موارد إضافية لدعم نمو الجنين، وبالتالي قد تشعرين بالإرهاق بسهولة.

الغثيان والدوخة

الغثيان والدوخة من الأعراض الشائعة للحمل، ويمكن أن تظهر مع الشعور بالبرد، خاصة إذا كان هناك انخفاض في ضغط الدم.

تغيرات في الشهية

إذا وجدتِ نفسك تشتهين أطعمة معينة أو تفقدين الاهتمام بأخرى، فهذه علامة أخرى على الحمل. التغيرات في الشهية قد تؤثر على معدل التمثيل الغذائي ودرجة حرارة الجسم.

برودة الأطراف

قد يدل شعورك الدائم ببرودة اليدين والقدمين على انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف. تأكدي من تدفئتهما وراجعي الطبيب إذا استمرت الحالة.

متى يجب القلق بشأن الشعور بالبرد أثناء الحمل؟

في بعض الحالات، قد يكون الشعور بالبرد علامة على مشكلة تتطلب عناية طبية. إذا كنتِ تعانين من واحد أو أكثر من الأعراض التالية، يجب استشارة الطبيب:

  • الشعور بالبرد مع دوخة شديدة أو فقدان الوعي.
  • الحمى أو الهزّات المفاجئة.
  • التعب الشديد الذي يؤثر على حياتك اليومية.
  • ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس.

قد تكون هذه العلامات مؤشرًا على حالة صحية تستدعي التدخل الفوري مثل فقر الدم الحاد، القصور الغدي، أو انخفاض مستوى الغدة الدرقية بشكل كبير.

هل الشعور بالبرد يختلف بين النساء؟

نعم، الأعراض أثناء الحمل تختلف بين النساء، فبينما تجد بعض النساء أنهن يشعرن بالسخونة طوال الوقت بسبب التغيرات الهرمونية، يمكن أن تكون الأخريات أكثر حساسية للبرودة. يعتمد ذلك على عوامل مثل الصحة العامة، التغذية، ومستوى النشاط البدني.

دور العوامل الوراثية

العوامل الوراثية قد تؤثر على مدى استجابة جسمك للتغيرات الهرمونية أثناء الحمل. إذا كان لديكِ تاريخ عائلي لمشكلات في الغدة الدرقية أو فقر الدم، فقد تكونين أكثر عرضة للشعور بالبرد.

البيئة المحيطة

البيئة تلعب دورًا كبيرًا في مدى شعورك بالبرد. إذا كنتِ تعيشين في منطقة باردة أو تعتمدين بشكل أساسي على التكييف، فمن الطبيعي أن تشعري ببرودة أكثر من النساء الأخريات.

خاتمة

في الختام، الشعور بالبرد أثناء الحمل قد يكون طبيعيًا أو علامة على حالات صحية معينة. من المهم مراقبة الأعراض الأخرى التي قد ترافق هذا الإحساس والعمل على تحسين النظام الغذائي والراحة. إذا كنتِ غير متأكدة من السبب أو كنت تشعرين بالقلق، استشيري الطبيب للحصول على التشخيص المناسب. لا تنسي أن فترة الحمل هي رحلة مليئة بالتغيرات، لذا كوني صبورة واعتني بنفسك جيدًا.