عنصر الخلاصة
·
تمت الإضافة تدوينة واحدة إلى , أسباب_الدوار_للحامل

تُعتبر فترة الحمل من أكثر المراحل المدهشة والمهمة في حياة المرأة، ولكنها قد تكون مليئة بالتحديات والتغيرات الجسدية والنفسية. واحدة من هذه التحديات التي تواجهها العديد من النساء هي الشعور بالدوخة، وبالأخص خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. فهم الأسباب ومعرفة كيفية التعامل مع هذا العرض يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل القلق وتحسين نوعية الحياة خلال هذه الفترة. في هذا المقال سنتطرق بالتفصيل إلى أسباب الدوخة عند الحامل في الأشهر الأخيرة، وكيفية التعامل معها بمزيد من الراحة.

ما هي الدوخة وكيف تتجلى عند الحامل؟

الدوخة هي شعور بالدوار أو فقدان التوازن وقد ترافقه حالة من الإغماء أو رؤية غير واضحة. النساء الحوامل يعانين أكثر من غيرهن من هذا العرض نتيجة للتغيرات الفسيولوجية والجسدية التي تحدث خلال فترة الحمل. يتراوح هذا الشعور بين الخفيف والشديد، وفي الحالات الشديدة قد يكون مؤشرًا على حالة صحية تستدعي التدخل الطبي.

تبدو الدوخة شائعة وطبيعية في بداية الحمل، خاصة خلال الأشهر الأولى، ولكنها قد تستمر أو تظهر بشكل مختلف في الأشهر الأخيرة. معرفة الأسباب المحتملة للدوخة يمكن أن يساعد في توقع هذا العرض ومعرفة كيفية التعامل معه بشكل فعّال.

أسباب الدوخة عند الحامل في الأشهر الأخيرة

1. تغيرات الدورة الدموية وضغط الدم

من أبرز أسباب الدوخة عند الحامل في الأشهر الأخيرة هو التغير في الدورة الدموية. مع نمو الجنين وزيادة حاجياته، تزداد كمية الدم التي يضخها القلب. هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مؤقت في ضغط الدم. الشعور بالدوخة عند الوقوف بسرعة أو تغيير الوضعية بشكل مفاجئ يُعرف طبياً بـ "انخفاض ضغط الدم الوضعي".

بالإضافة إلى ذلك، في بعض الأحيان قد تضغط الحامل عند الاستلقاء على ظهرها على الأوردة الرئيسية (الوريد الأجوف السفلي) التي تعيد الدم إلى القلب. هذا الضغط يعيق التدفق الطبيعي للدم، مما يؤدي إلى الشعور بالدوخة أو حتى الإغماء. ولا يُنصح بالنوم على الظهر في المراحل المتقدمة من الحمل لتجنب ذلك.

2. نقص السكر في الدم

نقص السكر في الدم هو سبب شائع آخر للدوخة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. الجنين النامي يستهلك كمية كبيرة من الجلوكوز (السكر) كمصدر طاقة، مما قد يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في دم الأم، خاصة إذا تخطت وجبات الطعام أو لم تتناول كميات كافية من الغذاء الغني بالطاقة.

المرأة الحامل تحتاج إلى تناول وجبات صغيرة ومتكررة للحصول على السكر الكافي لتلبية احتياجاتها واحتياجات الجنين. عدم تناول الوجبات في الوقت المناسب بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي غير متوازن قد يزيد من الشعور بالإعياء والدوخة.

3. فقر الدم (الأنيميا)

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو حالة شائعة أثناء الحمل. إذا كانت المرأة الحامل لا تحصل على كمية كافية من الحديد من النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، فإن جسمها لن يتمكن من إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء لتلبية الطلب المتزايد عليها. نقص خلايا الدم الحمراء يمكن أن يؤدي إلى تقليل تدفق الأكسجين إلى الدماغ وأعضاء الجسم، مما يسبب الدوخة والتعب المستمر.

الأعراض المرتبطة بفقر الدم تشمل، بجانب الدوخة، شحوب البشرة، سرعة النبض، وضيق التنفس. لتجنب فقر الدم، يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ، اللحوم الحمراء، والكبد، بجانب المكملات الغذائية الموصوفة من قبل الطبيب.

4. زيادة حجم الرحم وتأثيراته

مع تقدم الحمل، يزداد حجم الرحم ليتناسب مع نمو الجنين، مما قد يعطل تدفق الدم إلى الأطراف السفلية. هذا الضغط قد يؤدي إلى تقليل كمية الدم التي تصل إلى المخ، مما يجعل المرأة تشعر بالدوخة أو الغثيان عند الوقوف لفترة طويلة أو عند الاستلقاء على الظهر.

للتخفيف من هذه الأعراض، يُنصح بتغيير الوضعية ببطء ومع الحرص على رفع الساقين عند الجلوس لتحسين التدفق الدموي. كما يُنصح بتجنب الظروف التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة.

كيف تتعامل الحامل مع الدوخة؟

إذا كنتِ تعانين من الدوخة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، هناك العديد من الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لتخفيف هذا العرض:

  • تأكدي من تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على ما يكفي من الحديد والبروتينات والنشويات.
  • اشربي كميات كافية من الماء يوميًا لتجنب الجفاف.
  • احرصي على الوقوف ببطء عند الانتقال من وضعية الجلوس أو النوم.
  • توخي الحذر من الاستلقاء على الظهر لفترات طويلة، وحاولي النوم على أحد الجانبين (الأفضل الجانب الأيسر).
  • ارتداء الملابس الفضفاضة التي لا تعيق الدورة الدموية.

إذا استمرت الدوخة أو تفاقمت، يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى.

متى يجب زيارة الطبيب؟

على الرغم من أن الدوخة العرضية قد تكون طبيعية خلال الحمل، إلا أن هناك حالات تستدعي استشارة فورية للطبيب. إذا كانت الدوخة مصحوبة بأعراض أخرى مثل ألم في الصدر، ضيق التنفس، تزايد الخفقان، أو الإغماء، يجب التوجه إلى المستشفى لتشخيص الحالة. قد تكون هذه الأعراض مؤشرًا على مشاكل خطيرة مثل تسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم.

ختامًا

الدوخة عند الحامل في الأشهر الأخيرة تُعد حالة شائعة، ولكنها قد تكون مصدر قلق إذا لم تُفهم أسبابها أو لم يتم التعامل معها بطريقة صحيحة. فهم التغيرات الجسدية التي تحدث خلال الحمل والاهتمام بالتغذية الجيدة والنمط الحياتي الصحي يمكن أن يقلل بشكل كبير من هذه الحالة. عند الشك في أي أعراض غير طبيعية، يظل استشارة الطبيب هو الخيار الأمثل.

لذا، إذا كنتِ حاملًا وتعانين من الدوخة، فلا داعي للقلق. فقط احرصي على اتباع النصائح المذكورة أعلاه وزيارة الطبيب عند الضرورة.


الوسوم: