فقه_الإسلام

  • المزيد
المتابعين
فارغ
إضافة جديدة...
 
 
·
تمت الإضافة تدوينة واحدة إلى , فقه_الإسلام
·
يُعتبر تعدد الزوجات أحد المواضيع المثيرة للجدل في المجتمعات الإسلامية والغير إسلامية على حد سواء. وبينما وفّر الإسلام الإطار الشرعي لهذه الممارسة، فإن التفسيرات والتطبيقات العملية لا تزال محط نقاش واسع بين المفكرين والعلماء. من خلال هذا المقال، سنتناول بالتفصيل فقه تعدد الزوجات في الإسلام بناءً على المصادر الشرعية والمبادئ الإنسانية. سوف ننظر إلى الحكمة من تشريعه، شروطه، كيفيته، وأثره على المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، سنوضح التحديات والانتقادات المرتبطة به لضمان تقديم موضوع شامل غني بالمعلومات. ما هو تعدد الزوجات؟ تعدد الزوجات هو الزواج بأكثر من امرأة في آنٍ واحد، وقد ورد ذكره في الشريعة الإسلامية كحكمٍ مخصص له شروط وضوابط معينة. يُعتبر هذا الحكم أحد الأحكام التي نزلت في القرآن الكريم لتحكم العلاقات الاجتماعية وتعزز العدالة بين الناس. ممارسة تعدد الزوجات كانت منتشرة في المجتمعات قبل الإسلام، حيث استخدمتها الحضارات القديمة لأسباب اجتماعية واقتصادية. لكن الإسلام جاء لتنظيم هذه الممارسة ولم يجعلها قاعدة إلزامية بل خيارًا مقيدًا بشروط صارمة وعادلة. لشرح ذلك، نجد أن القرآن الكريم في سورة النساء يضع إطارًا واضحًا لهذا الحكم في قوله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ». هذه الآية تُبرز الأهمية الكبرى للعدل كشرط أساسي لأي ممارسة لتعدد الزوجات. الحكمة من تشريع تعدد الزوجات في الإسلام من المهم تسليط الضوء على سياق تشريع تعدد الزوجات في الإسلام لفهم الحكمة الكامنة وراء هذا الأمر. لم يكن الإسلام أول من ابتكر فكرة تعدد الزوجات بل جاء ليُحسن ويوضح إطارها بشكل أكثر عدالة. نشأ هذا الحكم بمجموعة من الظروف الاجتماعية والإنسانية الهامة التي وظفت القوانين الإسلامية لرعايتها. الحفاظ على الأرامل والمطلقات بعد الحروب، كان من المعتاد أن يكون هناك عدد كبير من الأرامل والنساء اللاتي فقدن أرباب أسرهن. تعدد الزوجات في الإسلام جاء كوسيلة لرعاية هؤلاء النساء ضمن شروط تحفظ حقوقهن بالكامل. بدلًا من ترك المرأة تواجه حياة الفقر أو العزلة، يتيح النظام الإسلامي تأسيس حياة زوجية تحفظ لها الكرامة والحياة المستقرة. تحقيق العدل بين الزوجات يضاف إلى ذلك أن الإسلام جعل من العدل شرطًا أساسيًا لتطبيق تعدد الزوجات، حيث يشدد على ضرورة توفير المساواة بين الزوجات في الأمور المادية والمعنوية، مما يجعل هذا الحكم قاصرًا على من يستطيع تطبيق ذلك دون ظلم. قال الرسول ﷺ: «مَن كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشِقُّهُ مائل». الحماية من العلاقات غير الشرعية في سياقات اجتماعية معينة، تعدد الزوجات كان وسيلة لحماية المجتمع من الفساد والفواحش، بجعل العلاقات ضمن إطار الزواج الشرعي الذي يضمن الحق والواجب لكل طرف. الزواج بهذا الشكل يحد من انتشار العلاقات غير الشرعية ويحافظ على الأنساب. الشروط الأساسية لتعدد الزوجات لكي يتحقق تعدد الزوجات في الإسلام، هناك مجموعة من الشروط الأساسية التي وضعها الشرع لضمان عدم الإضرار بالنساء أو الأطفال، ومنها: العدل بين الزوجات العدل ليس خيارًا ولكنه شرط أساسي لأي شخص يرغب في تعدد الزوجات. العدل هنا يشمل الأمور المادية مثل النفقة والمسكن، والعاطفية مثل الحب والاحترام. هذا الشرط يعتبر العامل الأخلاقي الرئيسي في تشريع تعدد الزوجات. القدرة المالية والجسدية لابد أن يمتلك الرجل القدرة المالية والجسدية لتوفير جميع متطلبات زوجاته وأطفاله بشكل متساوٍ ودون تقصير. عدم تحقيق هذه القدرة قد يؤدي إلى ظلم للزوجات والأطفال. التوافق الاجتماعي بعض المجتمعات قد يكون لديها حساسيات خاصة حول تعدد الزوجات، مما يجعل التوافق الاجتماعي أمرًا هامًا في بعض الحالات. احترام العادات والتقاليد يعتبر جزءًا لا يمكن إغفاله. تعدد الزوجات في التاريخ الإسلامي رغم تشريع الإسلام لتعدد الزوجات، إلا أن التطبيق العملي في التاريخ الإسلامي لم يكن دائمًا بحد أقصى أربعة زوجات، ومن أبرز الأمثلة التاريخية، حياة الرسول ﷺ. فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع زوجات لأسباب إنسانية ودعوية. التزامات النبي محمد تجاه أرامل الصحابة إن تعدد الزوجات لدى النبي ﷺ كان له مغزى واضح وهو رعاية الأرامل واستمرار العلاقات بين القبائل المختلفة وتعزيز الوحدة بين المسلمين. هذه الزيجات لم تكن لأسباب شخصية بقدر ما كانت لحماية النساء اللاتي فقدن عائلاتهن. العدالة المثلى مع زوجاته النبي ﷺ كان أعدل الناس مع زوجاته، إذ كان يخصص وقتًا ومسكنًا لكل واحدة منهن ولم يكن هناك أي تمييز. هذا المثال يُعتبر القدوة الكبرى في تطبيق تعدد الزوجات. الانتقادات والتحديات لتعدد الزوجات رغم الحكمة والشروط التي وضعها الإسلام، فإن تعدد الزوجات يُواجه العديد من الانتقادات، سواء داخل المجتمعات الإسلامية أو خارجها. الجدل حول المساواة بين الجنسين البعض يرى أن تعدد الزوجات يتعارض مع مبدأ المساواة بين الجنسين، حيث يُسمح للرجل بالزواج من أكثر من امرأة بينما لا يُسمح للمرأة بنفس الحق. هذه النقطة تعتبر مصدر قلق في مناقشات الفقه المعاصر. تحديات العدل بين الزوجات مع أن القرار الإسلامي يشدد على شرط العدل، إلا أن تطبيقه قد يكون صعبًا في بعض الحالات، وهو ما قد يؤدي إلى ظلم حقيقي ينال من كرامة النساء. التأثير الاجتماعي في بعض المجتمعات، تعدد الزوجات قد يؤدي إلى تقسيم العائلة ومشاكل اجتماعية بين الزوجات والأطفال. هذا التأثير يتطلب معالجة دقيقة ومسؤولة. الخاتمة في نهاية المقال، يمكن القول إن تعدد الزوجات ليس قاعدة ملزمة في الإسلام بل هو حكم يستهدف تحقيق مرونة اجتماعية ضمن إطار القوانين الشرعية التي تضمن العدل والإنصاف للجميع. يحتاج الموضوع إلى فهم أعمق وتطبيق دقيق يتماشى مع المبادئ الإنسانية والإسلامية. تعدد الزوجات قد يكون حلاً لبعض المشكلات ولكن تطبيقه خارج إطار العدل والقوانين قد يؤدي إلى نتائج سلبية. الحديث عن فقه تعدد الزوجات يجب أن يكون بعيدًا عن التحيز، مُرتكزًا على فهم النصوص الشرعية والقيم الاجتماعية. استخدام هذا الحكم بطريقة مسؤولة وفعّالة سيحقق أهدافه الإنسانية والتشريعية كما قصدها الإسلام منذ البداية.
·
تمت الإضافة تدوينة واحدة إلى , فقه_الإسلام
تعد قضية تعدد الزوجات واحدة من المواضيع التي أثارت الكثير من النقاش والاستفسارات بين المسلمين والمهتمين بدراسة الإسلام. فقد ورد حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حول هذه القضية في سياقات تعكس حكمة التشريع الإسلامي وتعاليمه الوسطية القائمة على العدالة والإحسان. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل حديث الرسول عن تعدد الزوجات، ونسلط الضوء على القواعد، الحكمة، والأهداف التي كانت وراء هذا التشريع الإسلامي. ما هو حديث النبي عن تعدد الزوجات؟ الحديث الذي يشير إلى تعدد الزوجات متعلق بفهم واستيعاب الحكم الشرعي المبني على النصوص القرآنية والسنة النبوية. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا" (سورة النساء: 3). أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد أكد من خلال أحاديثه الشريفة على شرط العدل للحفاظ على الحقوق واحترام العلاقة الزوجية. في الحديث الصحيح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل". هذا الحديث يظهر بوضوح أهمية العدل وسوء العاقبة إذا لم يُراعَ هذا الشرط الأساسي في تعدد الزوجات. الحكمة من تشريع تعدد الزوجات تعدد الزوجات في الإسلام لم يُشرّع عبثًا، وإنما جاء بناءً على حكم تنظيمية وأخلاقية تعالج مشكلات مجتمعية معينة. من أبرز هذه الحكم: مواجهة اختلال التوازن بين الجنسين: في بعض الظروف، يزداد عدد النساء عن الرجال بسبب الحروب أو الكوارث، مما يجعل تعدد الزوجات حلًا لضمان حماية النساء ومنعهن من الوقوع في الفقر أو العزلة. التوسع في الروابط الاجتماعية: تعدد الزوجات يُسهم في بناء علاقات أسرية موسعة ومترابطة، مما يؤدي إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وتبادل المصالح بين العائلات المختلفة. الاحتواء والرعاية: يتيح تعدد الزوجات للمرأة فرصة للعيش تحت إطار علاقة شرعية تضمن لها حقوقها وتحترم كرامتها. شروط العدل في تعدد الزوجات العدل بين الزوجات ليس مجرد شرط نظري، بل هو قاعدة عملية تتطلب من الزوج مراعاة جميع الجوانب المالية، العاطفية، والمعنوية. إذا فشل الرجل في تحقيق هذا العدل، فإن تعدد الزوجات يصبح مخالفًا للحكم الشرعي. وقد أرسى الإسلام قواعد واضحة لتجنب الظلم والتمييز بين الزوجات. العدل في الإنفاق يجب على الزوج أن يوفر لكل زوجة نفس المستوى من المعيشة والمصاريف المالية. فلا يجوز أن ينفق على إحدى الزوجات بشكل مبالغ فيه بينما يبخل على الأخرى. وقد أوضح الفقهاء أن الإنفاق يعد أحد أهم معايير العدل. العدل في الوقت من المهم أن يخصص الزوج الوقت بشكل متساوٍ بين زوجاته. على سبيل المثال، إذا كان لديه زوجتان، فيجب أن يوزع الأيام بينهما بطريقة عادلة، بحيث لا تشعر أي زوجة بالإهمال أو التهميش. العدل في المشاعر والتعامل بالرغم من صعوبة ضبط المشاعر، يُطلب من الزوج أن يكون عادلًا قدر الإمكان في طريقة معاملته لزوجاته، وألا يُظهر تفضيلًا على حساب الأخرى، حتى لا يؤدي ذلك إلى نشوء مشاكل أو خلافات داخل الأسرة. الرد على الشبهات حول تعدد الزوجات تعدد الزوجات غالبًا ما يُنتقد من قبل بعض غير المسلمين أو حتى من المسلمين أنفسهم الذين لا يفهمون الحكمة وراء هذا التشريع. هناك العديد من الشبهات التي يمكن الرد عليها لفهم حقيقي لمقاصد الإسلام في هذا الموضوع. هل يعد تعدد الزوجات إهانة للمرأة؟ الإجابة هي لا، فتعدد الزوجات في الإسلام ليس إهانة للمرأة بل هو تشريع يهدف إلى توفير حماية اجتماعية ورعاية للمرأة في ظروف معينة. كل زوجة لها حقوقها وكامل الكرامة، والإسلام حريص على ضمان تحقيق العدل بينهن. هل الإسلام يدعم تعدد الزوجات دون قيود؟ الإسلام لم يُطلق العنان لتعدد الزوجات دون قيود، بل وضع شروطًا صارمة مثل العدل بين الزوجات والمقدرة المالية والعاطفية. هذه الشروط تهدف إلى منع الاستغلال وضمان احترام حقوق الجميع. الأسباب المجتمعية وراء تعدد الزوجات زيادة عدد النساء مقارنة بالرجال نتيجة الحروب أو الكوارث الاحتياج لتوسيع العلاقات الأسرية والمجتمعية بطريقة شرعية سد فجوات اجتماعية أو اقتصادية تواجه النساء تعدد الزوجات في التطبيق العملي في الواقع العملي، ليس كل الرجال مؤهلين لتطبيق تعدد الزوجات بطريقة صحيحة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية. لذلك يُشدد علماء الدين على ضرورة الالتزام بالشروط الشرعية لضمان تحقيق السكينة الأسرية والاستقرار النفسي لجميع الأطراف. التحديات التي تواجه تعدد الزوجات من بين أبرز التحديات: القدرة المالية: عدم توفر المال الكافي لتلبية احتياجات أكثر من زوجة قد يؤدي إلى الفشل في تطبيق العدل المطلوب. الإهمال العاطفي: بعض الرجال قد يعجزون عن تحقيق التوازن العاطفي بين الزوجات، مما يسبب غضبًا أو حزنًا بين الشريكات. المجتمع والأعراف: في بعض المجتمعات، قد تُواجه القضية بنظرة سلبية، مما يزيد من تعقيد الأمر. الخاتمة في نهاية المقال، نجد أن حديث الرسول عن تعدد الزوجات يعكس حكمة الإسلام في تنظيم العلاقات الاجتماعية والأسرية بطريقة تحترم المرأة وتحقق التوازن بين الجنسين. التعدد ليس أمرًا تشجيعيًا للجميع ولا إجبارًا على الرجال، بل هو تشريع يتمتع بالمرونة واستجابة لحاجات ومشكلات مجتمع معين تحت شروط صارمة. يمكّن النساء من الحصول على الحماية القانونية والإنسانية التي يستحقونها، ويضمن للرجال مسؤولية كاملة تجاه أسرهم. إذا كنت تبحث عن المزيد من المواضيع المتعلقة بالشريعة الإسلامية، يمكنك متابعة مقالاتنا على arabe.net للحصول على معلومات شاملة ومفصلة.
·
تمت الإضافة تدوينة واحدة إلى , فقه_الإسلام
يُعدّ موضوع تعدد الزوجات من أكثر المواضيع التي تثير الجدل في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية على حد سواء. ومن بين العلماء الذين كانت لهم بصمة واضحة في تناول هذا الموضوع على الصعيدين الشرعي والاجتماعي، الشيخ ثابت توفيق. هذا المقال يهدف إلى تسليط الضوء على هذا العالم الجليل ورؤيته لتعدد الزوجات من خلال ممارساته واجتهاداته الفقهية. من هو الشيخ ثابت توفيق؟ الشيخ ثابت توفيق هو واحد من العلماء البارزين في الفقه الإسلامي الذي تخصص في القضايا الأسرية والاجتماعية. نشأ في بيئة متدينة حيث تعلّم العلوم الإسلامية منذ سن مبكرة، وواصل رحلته التعليمية في الأصول الفقهية والتفسير. عُرف بعلمه الغزير وفهمه العميق للنصوص الدينية، مما مكّنه من معالجة مواضيع حساسة كموضوع تعدد الزوجات بأسلوب يتسم بالتوازن والوعي بالسياقات الاجتماعية. كان الشيخ ثابت توفيق مدافعًا قويًا عن ضرورة فهم النصوص الدينية في ضوء الظروف الاجتماعية لكل عصر وزمان. وقد بيّن في العديد من محاضراته وكتبه أهمية تعدد الزوجات كحكمة شرعية لها أبعاد اجتماعية وإنسانية. تعدد الزوجات في الإسلام: بين النصوص الشرعية وآراء الشيخ ثابت توفيق تعدد الزوجات يُعتبر من الأحكام الشرعية التي أقرها الإسلام ضمن شروط وضوابط واضحة. ورد هذا الحكم في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: "فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُواْ فَوَٰحِدَةً" (النساء: ٣). ولكن مع ذلك، وضع الإسلام قيدًا صارمًا يتمثل في العدل بين الزوجات. الشيخ ثابت توفيق أكد أنّ التعدد ليس مجرد إباحة شرعية بل هو نظام اجتماعي يحتاج إلى مراعاة الحكمة الإلهية وراء تشريعه. وقد بيّن أنّ تطبيق هذا النظام يعتمد على قدرة الشخص على تحمل المسؤولية والعدل بين الزوجات. من خلال آرائه الفقهية، أكد الشيخ أنّ التعدد ليس هدفًا بحد ذاته بل وسيلة لتحقيق المصلحة العامة في المجتمع، مثل تقليل العنوسة وحماية الأرامل والمطلقات من الوحدة والإهمال. الشروط الشرعية لتعدد الزوجات العدل بين الزوجات: يُعتبر هذا الشرط أساسيًا، حيث يشدد الإسلام على تحقيق العدالة في الأمور المادية والمعنوية بين الزوجات. القدرة المالية والنفسية: الشيخ ثابت توفيق أشار إلى أنّ التعدد يتطلب قدرة مالية كافية لضمان حياة كريمة لجميع الزوجات. النية الصادقة: يجب أن تكون نية التعدد خالية من الأهواء الشخصية والتركيز على تحقيق أهداف شرعية وإنسانية. ومن خلال حديثه، أوضح الشيخ أنّ إخفاق الرجل في تحقيق هذه الشروط لا يجعل تعدده محرّماً بالكامل ولكنه يؤدي إلى الظلم، وهو أمر مرفوض في الإسلام. تعدد الزوجات كحل اجتماعي: رؤية الشيخ ثابت توفيق الشيخ ثابت توفيق تناول الجانب الاجتماعي لتعدد الزوجات، واعتبره حلاً لمشكلات عدة تواجه المجتمعات. فهو يرى أنّ هذا النظام يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمعالجة القضايا الاجتماعية مثل ارتفاع معدلات العنوسة وانتشار الطلاق. القضاء على العنوسة مع ازدياد عدد النساء غير المتزوجات نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية، شدد الشيخ على أنّ نظام التعدد يمكن أن يسهم في تخفيف هذه الظاهرة. بالنسبة له، الزواج يوفر حماية معنوية ومادية للمرأة ويعزز من مكانتها في المجتمع. وأكد أنّ التعدد يجلب مسؤوليات إضافية للرجل، ويعتبر اختبارًا لقدرته على تحقيق العدالة. رعاية الأرامل والمطلقات من أبرز النقاط التي أشار إليها الشيخ ثابت توفيق هي أهمية تعدد الزوجات في دعم النساء اللاتي فقدن أزواجهن أو تعرضن للتطليق. فهو يرى أنّ الإسلام أباح هذا النظام ليكون وسيلة لإعادة بناء حياة هؤلاء النساء ودمجهن في الأسرة والمجتمع. بالإضافة إلى ذلك، الشيخ دائمًا ما كان يُشير إلى المساهمة الاجتماعية والإنسانية التي يقدمها نظام التعدد في تحسين حياة النساء. تطبيق تعدد الزوجات في ظل التغيرات العصرية الشيخ ثابت توفيق ناقش التحديات التي تواجه تطبيق تعدد الزوجات في العصر الحديث، خاصة مع تغير نظرة المجتمعات لهذه الممارسة. حيث يرى أنّ المجتمعات الحديثة، خاصة في الدول الإسلامية، تتعامل مع هذا الحكم الشرعي بحساسية زائدة بسبب التأثيرات الثقافية والإعلامية. دور الإعلام والثقافة في تغيير الرؤية الشيخ أشار إلى دور الإعلام الحديث في تشويه صورة تعدد الزوجات، حيث يتم تصويره كنوع من الظلم تجاه المرأة. ومع ذلك، أصر على أنّ النصوص الدينية تضع شروطًا واضحة تجعل الأمر عادلًا ومقبولًا. وأكد أنّ التحدي الأكبر يكمن في نشر المعرفة الصحيحة عن هذا النظام الشرعي بين الناس. حلول الشيخ لتطبيق هذا النظام بفعالية نشر الوعي الشرعي: الشيخ أكد أنّ التوعية الدينية حول تعدد الزوجات يجب أن تبدأ من المساجد والمؤسسات التعليمية. إعادة النظر في الأسباب الاجتماعية: قدم الشيخ توصيات بتحليل المشاكل الاجتماعية التي تدفع الرجال إلى اعتماد تعدد الزوجات، مثل العنوسة، أو المشكلات الزوجية. تطوير قوانين لتطبيق التعدد بطريقة شرعية: أشار الشيخ إلى أهمية وضع قوانين تضمن العدل بين الزوجات ورفع الظلم عن النساء. نقاشات الشيخ مع العلماء الآخرين الشيخ ثابت توفيق استمع إلى وجهات نظر متعددة من علماء آخرين، وحتى من أفراد عاديين في المجتمع. وقد ناقش بشكل مستفيض المواقف المختلفة تجاه تعدد الزوجات. بعض العلماء يرون أنّ التعدد يجب أن يكون محدودًا بسبب التحديات الاجتماعية، بينما يؤكد الشيخ على أن الحكمة الإلهية تجعل منه حلاً لكثير من المشكلات. التفاهم مع العلماء بفضل أسلوبه المتوازن، كان الشيخ قادرًا على إبراز النقاط الشرعية التي تجعل تعدد الزوجات حلاً إنسانيًا، اجتماعيًا، وشرعيًا بنفس الوقت. وتشديده الدائم على العدل والإنصاف جعله محل احترام لدى كثير من العلماء. التفاعل مع المجتمع لم يقتصر دور الشيخ على تقديم الفتاوى، بل كان يشارك في ندوات ومحاضرات تهدف إلى رفع الوعي حول هذا الموضوع. وكان دائمًا يشدد على أهمية الحوار المفتوح بين أفراد المجتمع لفهم تعدد الزوجات بطريقة صحيحة. خاتمة من خلال استعراضنا لحياة وأعمال الشيخ ثابت توفيق ورؤيته لتعدد الزوجات، نجد أنّه قدّم نموذجًا يُحتذى به في التعامل مع القضايا الحساسة في الإسلام. فهو لم يكتفِ بتفسير النصوص الدينية فقط، بل كان يسعى دائمًا لتطبيقها بطريقة تراعي ظروف العصر وتحدياته. موضوع تعدد الزوجات يحتاج إلى فهم عميق وشامل بعيدًا عن الأحكام المسبقة، وهذا ما نجح فيه الشيخ عبر اجتهاداته وأعماله. في النهاية، يمكننا أن نقول إنّ الشيخ ثابت توفيق كان رمزًا للوعي الشرعي والاجتماعي، ونموذجًا للعالم المتوازن الذي يعرف كيف يوازن بين الحكمة الإلهية ومتطلبات العصر. من خلال آرائه، يتضح أنّ تعدد الزوجات ليس مجرد موضوع فقهي بل هو قضية شرعية واجتماعية لها أبعاد إنسانية يجب أن تُفهم بشمول وبعد نظر.