المتابعين
فارغ
إضافة جديدة...
كانت مملكة الفراعنة، التي تعرف أيضًا باسم مصر القديمة، واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ الإنساني. ازدهرت هذه الحضارة منذ آلاف السنين وتركت بصمة لا تمحى في الفن، والهندسة المعمارية، والعلوم، والدين، والثقافة. من الأهرامات الشاهقة إلى الأساطير التي أبهرت العالم، كانت مملكة الفراعنة ولا تزال مصدر إلهام للعديد من العلماء والمفكرين.
في هذا المقال، نسعى لاستكشاف أبرز الملامح التي ميزت مملكة الفراعنة، مع التركيز على نظام الحكم، الإنجازات الحضارية، وأهمية الدين والدولة. نتبع لغة حوارية مفعمة بالتفاصيل لتسليط الضوء على هذه الحضارة الفريدة باختصار. لنستكشف الآن عالم مملكة الفراعنة!
النظام السياسي في مملكة الفراعنة
لكي نفهم هيكل الحكم في مملكة الفراعنة، علينا دراسة دور الفرعون، الحاكم المطلق الذي جسد الدور السيادي والديني معًا. كان الفرعون يعتبر "ابن الإله رع" أو ممثل الآلهة على الأرض، مما أضفى الشرعية الروحية لسلطته. كان الفرعون يحكم البلاد بعصا من حديد حيث جعل الحكم مركزيًا يشمل جميع مناحي الحياة.
تضمن النظام السياسي أيضًا تقسيم المملكة إلى مناطق إدارية تُعرف بـ"الأقاليم" أو "النوما"، يرأسها حاكم يُعيّن من قبل الفرعون. كانت هذه الأقاليم مسؤولة عن توفير الضرائب والقوى العاملة لتنفيذ المشاريع الكبرى مثل بناء المعابد والأهرامات. يتمتع الحكام المحليون ببعض السلطات ولكنهم كانوا تحت سيطرة مركزية صارمة لضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة.
لعبت الديانة دورًا كبيرًا في شرعية النظام السياسي؛ حيث كان للنخب الدينية نفوذ كبير في القصر الملكي. كان الكهنة يعملون كمستشارين ويحتفظون بالسجلات الرسمية، وربما تكون شراكتهم مع الفرعون هي ما جعل مملكة الفراعنة تدوم لفترة طويلة تصل إلى آلاف السنين.
الألقاب والمسؤوليات
كان الفرعون يُلقب بعدة ألقاب تُظهر قوته ومكانته، منها "سيد الأرضين" و"ملك الشمال والجنوب". تشير هذه الألقاب إلى توحيد مصر العليا والسفلى تحت حكم واحد. علاوة على ذلك، كانت الأسرة الحاكمة تعمل كأنها رمز للاستمرارية والاستقرار السياسي.
بالتالي، فإن النظام السياسي في مملكة الفراعنة لم يكن مجرد سلطة حكم، بل كان يعكس أيضًا مزيجًا مذهلًا من الدين والقوة والهندسة الاجتماعية.
التطور الهندسي والمعماري
عندما نتحدث عن إنجازات مملكة الفراعنة، لا يمكننا التغاضي عن التقدم الهائل في مجال الهندسة المعمارية. الأهرامات، التي تعتبر من عجائب الدنيا السبع القديمة، هي أعظم شاهد على عبقرية المصريين القدماء في التصميم والبناء.
بناء الأهرامات
أهرامات الجيزة، وأبرزها هرم خوفو الأكبر، تعتبر أشهر رمز لخواص مملكة الفراعنة. تمتد عملية البناء لعدة عقود وتشكل إنجازًا هندسيًا خارقًا في عصر لم يكن فيه أدوات حديثة كالتي نعرفها اليوم. لكن كيف استطاع المصريون نقل ورفع الحجارة الثقيلة؟ حتى اليوم لا تزال تلك الأساليب لغزًا يثير فضول الباحثين. ربما استخدموا طريقة تعتمد على المنحدرات أو الزلاجات، ولكن هذا لا ينقص من الإعجاب بقدراتهم الهندسية.
الهندسة المدنية
لم تقتصر العبقرية الهندسية عند الفراعنة على المعابد والأهرامات فقط، بل شملت أيضًا شبكات الري وتنظيم الزراعة. استغل المصريون القدماء نهر النيل بتنظيم الموارد المائية من خلال إنشاء القنوات والخزانات لضمان توافر المياه في الأراضي الزراعية على مدار السنة.
التصاميم الداخلية
الزائرين للمقابر الملكية مثل وادي الملوك سيندهشون من النقوش والرسومات التي تزين الجدران الداخلية. هذه الأعمال الفنية لم تكن مجرد زينة؛ بل حملت طابعًا دينيًا يعكس العقائد المرتبطة بالحياة الآخرة.
دور الدين في مملكة الفراعنة
الدين في مملكة الفراعنة لم يكن مجرد شعائر دينية، بل كان جوهر الحياة اليومية. اعتقد المصريون القدماء في تعدد الآلهة، ولكل إله دور محدد يتعلق بالطبيعة أو الحياة البشرية. من أشهر الآلهة "رع" إله الشمس، و"أوزوريس" إله الموتى والحياة الآخرة، و"إيزيس" رمز الأمومة والمودة.
العبادات والمعتقدات
كانت هناك معابد ضخمة مخصصة لعبادة الآلهة، وكانت هذه المعابد مراكز روحية واقتصادية واجتماعية. لعب الكهنة دور الوسيط بين البشر والآلهة، وكان عليهم الاحتفاظ بالطهارة الروحية والبدنية للقيام بواجباتهم. تم تنظيم الطقوس الدينية بعناية فائقة بما يعكس الأهمية العميقة التي كان يوليها المصريون لتوازُن الكون.
الاعتقاد في الحياة الآخرة
كان المصريون القدماء يؤمنون بقوة بفكرة البعث والحياة الآخرة، مما جعلهم يكرسون الكثير من جهودهم للتحضير لتلك الحياة. عملية التحنيط، على سبيل المثال، كانت تعكس أهمية الحفاظ على الجسد لضمان عودة الروح. كما كانت المقابر تُجهز بكنوز وصناديق طعام ومشروبات ليستخدمها الميت في الحياة الأخرى.
الطقوس الجنائزية
تعد النصوص الجنائزية، مثل "كتاب الموتى"، علامة بارزة للدين المصري القديم. استخدمت تلك النصوص لتوجيه الموتى عبر العقبات والعوالم المظلمة للوصول إلى "الجنة" أو "حقول الآرو". كل هذا يُظهر إلى أي مدى كان الدين يؤثر في كل تفاصيل حياة المصريين القدماء.
الثقافة والفنون
كانت الثقافة والفنون في مملكة الفراعنة إحدى أبرز مظاهر هذه الحضارة. الفن المصري القديم كان يعكس تطورًا غير مسبوق من حيث الدقة والتعبير. كانت الفنون مرآة لتفاصيل الحياة اليومية، إضافةً إلى أنها كانت تعكس المعتقدات الروحية والدينية.
النحت والرسم
تمثل التماثيل والمنحوتات المصرية القديمة مزيجًا من الجمال والقوة. كانت التماثيل تنحت بمهارة تظهر دقة التفاصيل، مثل تمثالي أبو الهول وتماثيل حتشبسوت. أما الجداريات، فقد كانت زاخرة بألوان زاهية تصور مشاهد من الحروب، والحياة اليومية، والطقوس الدينية.
اللغة والكتابة
لعبت الكتابة الهيروغليفية دورًا رئيسيًا في الحفاظ على التاريخ المصري القديم. كتابات الفراعنة لم تكن مجرد وسيلة للتواصل، بل كانت وسيلة لنقل المعارف الدينية والطبية والعلمية. من الممتع أن العلماء استعملوا "حجر رشيد" لفك الرموز الهيروغليفية التي أتاحت لهم فهم النصوص.
الموسيقى والرقص
كان للموسيقى تأثير كبير في حياة المصريين القدماء، حيث كانت تستخدم أثناء الطقوس الدينية، والاحتفالات، والمهرجانات. كانت الآلات الموسيقية مثل القيثار والدف جزءًا أساسيًا من المشهد الموسيقي، وكان الفنانون يقدمون العروض التي تعبر عن مظاهر الحياة.
التراث المستمر لمملكة الفراعنة
رغم أن مملكة الفراعنة قد انتهت كقوة عظمى بعد القرن الرابع الميلادي، إلا أن تأثيرها ما زال مستمرًا حتى يومنا هذا. يمكن رؤية هذا التأثير في مجالات مثل الأدب، والفن، والعمارة، وحتى الأفلام العالمية التي تستمد الإلهام من أساطير مصر القديمة.
من خلال دراسة مملكة الفراعنة، يمكننا الفهم العميق للإبداع البشري، وقدرة الإنسان على التكيف مع بيئته وبناء حضارة دامت لآلاف السنين. هذا التراث هو جزء لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية، ويظل محفزًا للدهشة والإعجاب.
ختامًا
قدمت مملكة الفراعنة للعالم رؤى مذهلة عن معنى الحضارة. من السياسة المتقدمة إلى العلوم والفن والروحانية، كان للمصريين القدماء تأثير لا يُمحى. بينما نستمر في استكشاف أسرارها، نتعلم كيف تمكنت هذه الحضارة من تقديم دروس للمستقبل. إذًا، هل سنظل مستوحين من مملكة الفراعنة؟ بالتأكيد نعم!
نترككم مع هاشتاغات مرتبطة بهذا المقال لاستكمال البحث ومعرفة المزيد:
#مملكة_الفراعنة
#تاريخ_مصر
#الحضارة_المصرية
#الفراعنة
#الأهرامات
#تاريخ_الإنسانية
تعد مصر القديمة واحدة من أعظم الحضارات التي شهدتها البشرية عبر التاريخ، وترمز الأسر الفرعونية إلى عصور القوة والتقدم التي حققتها هذه الحضارة على مر العصور. يُعتبر عدد اسر الفراعنة موضوعًا رئيسيًا في دراسة التاريخ المصري القديم، حيث يتناول تقسيم الفراعنة لعصور وممالك وأسر تاريخية. في هذا المقال، سنتعرف على تفاصيل هذا الموضوع بشكل شامل، مع التركيز على أهم الأسر التي ساهمت في تشكيل المعالم التاريخية لمصر القديمة، بالإضافة إلى أدوارها في تطور الثقافة والدين والسياسة في العصر الفرعوني.
ما هو المقصود بعدد أسر الفراعنة؟
عدد الأسر الفرعونية يشير إلى التصنيف الذي وضعه المؤرخون لجمع الفراعنة الذين حكموا مصر القديمة ضمن مجموعات زمنية تُعرف باسم "الأسر". تم تقسيم تاريخ مصر إلى 31 أسرة فرعونية، تبدأ بالأسر الأولى التي تأسست مع توحيد مصر العليا والسفلى على يد الملك نارمر (المعروف أيضًا باسم مينا) وتنتهي بالأسر الأخيرة التي سبقت دخول الإسكندر الأكبر لمصر عام 332 قبل الميلاد.
يتضمن التاريخ الفرعوني أيضًا تقسيمًا أكبر إلى ثلاثة عصور رئيسية، وهي:
العصر القديم (الأسرتين الأولى والثانية): يمثل بداية الحضارة المصرية وتأسيس الدولة والنظام الملكي.
عصر الدولة القديمة (الأسرتان الثالثة إلى السادسة): عصر الهرم الأكبر وبناء أولى الهياكل الكبيرة.
عصر الدولة الوسطى (الأسرتان الحادية عشرة والثانية عشرة): فترة الإحياء السياسي والاقتصادي.
عصر الدولة الحديثة (الأسرتان الثامنة عشرة إلى العشرين): حقبة الإمبراطورية والفتوحات الكبرى.
ولكن كيف تطورت هذه الأسر عبر التاريخ؟ وما هي الأحداث التي ميزت كل أسرة؟ الإجابة عن هذه الأسئلة تتطلب منا استعراضًا مفصلًا لكل عصر وأسرته.
أهم أسر الفراعنة وتأثيرها على الحضارة المصرية القديمة
الأسرات الأولى: بداية الوحدة والتوحيد
بدأت الأسر الفرعونية مع تأسيس الأسرة الأولى على يد الملك نارمر الذي نجح في توحيد مصر العليا والسفلى. كان لهذه الوحدة أهمية كبيرة في بدء تنظيم الدولة المصرية وتأسيس الهياكل الإدارية والدينية. أهم ملوك هذه الفترة كانوا:
الملك نارمر: أول من وحد مصر ووضع أسس الحضارة الفرعونية.
الملك دجت: قدم إسهامات في بناء المعابد والنقوش المهمة.
الأسرة الثانية جاءت لتستكمل ما بدأته الأسرة الأولى، حيث استمر التوسع الجغرافي والعمل على تطوير الزراعة والنظام الإداري، مما ساعد في تمهيد الطريق لقيام الدولة القديمة.
تميزت تلك الفترة بالنشاط الفني والديني. وتم اكتشاف العديد من النقوش التي تعكس ثقافة المصريين القدماء في تلك الحقبة.
الدولة القديمة: عصر بناء الأهرامات
عصر الدولة القديمة هو المرحلة الذهبية الأولى في تاريخ مصر. بدأت هذه المرحلة مع الأسرة الثالثة، التي شهدت بناء الهرم المدرج للملك زوسر. ثم جاءت الأسرة الرابعة، التي تميزت ببناء الأهرامات العظيمة مثل هرم خوفو وهرم خفرع في الجيزة.
أهم ملوك الدولة القديمة وتأثيرهم:
الملك زوسر (الأسرة الثالثة): عرف بإنشائه الهرم المدرج في سقارة.
الملك خوفو (الأسرة الرابعة): أنشأ الهرم الأكبر، أحد عجائب الدنيا السبع.
الملك خفرع ومنقرع: ساهموا في تعزيز الهندسة المعمارية.
تعد الدولة القديمة مثالًا على قوة الاقتصاد المصري وتنظيم المجتمع في عهد الأهرامات. وقد وثقت النقوش والبرديات اقتصاد مصر ومواردها.
الدولة الوسطى والنمو الثقافي
بعد سقوط الدولة القديمة، جاء عصر الدولة الوسطى، الذي اتسم بالتقدم الثقافي والفني. استمرت الأسرة الحادية عشرة والثانية عشرة في حكم مصر، وكانت العاصمة في جنوب مصر في منطقة الأقصر (طيبة).
أهم ملوك الدولة الوسطى:
الملك منتوحتب الثاني: ساهم في توحيد مصر مجددًا بعد فترة الاضطرابات.
الملك سنوسرت الأول: اهتم بالتجارة وبناء الطرق.
الملك أمنمحات الأول: نقل العاصمة إلى "ليشت".
تميز عصر الدولة الوسطى برؤية حضارية جديدة. فقد شهدت مصر تطورًا في الأدب والفنون، حيث ظهرت النصوص الأدبية الرائعة مثل قصة "سنوهى".
الدولة الحديثة وإمبراطورية الفراعنة
الدولة الحديثة تعتبر العصر الذهبي للإمبراطورية المصرية؛ كونها شهدت أكبر توسع للحدود السياسية والثقافية. بدأت هذه المرحلة مع الأسرة الثامنة عشرة التي قدمت أشهر ملوك مصر مثل أحمس الأول (محرر مصر من الهكسوس)، وتحتمس الثالث، ونفرتيتي، وتوت عنخ آمون.
أهم ملوك الدولة الحديثة وتأثيرهم:
الملك أحمس الأول: عرف بتوحيد مصر وإنهاء غزو الهكسوس.
الملك تحتمس الثالث: لقب بـ "نابليون العالم القديم" بسبب فتوحات العسكرية.
الملكة حتشبسوت: الأولى التي حكمت كمليك، واهتمت بالتجارة والمعابد.
الملك رمسيس الثاني: أكثر الفراعنة قوة في التاريخ المصري.
تميزت هذه الفترة بالإنجازات العسكرية والمعمارية. فقد بنى رمسيس الثاني معبد أبو سمبل، ووقعت مصر أول معاهدة سلام مسجلة في العالم مع الحيثيين.
تراجع عدد الأسر ونهاية العهد الفرعوني
مع الأسرة الحادية والثلاثين، بدأت مصر في فقدان استقلالها تدريجيًا لصالح الفرس، ثم لليونانيين بقيادة الإسكندر الأكبر. وعلى الرغم من أن الأسر اللاحقة حاولت استعادة مجدها، إلا أن مصر دخلت في عصور حكم أجنبي مع دخول الإسكندر في عام 332 قبل الميلاد.
تم تأسيس الأسرة البطلمية لاحقًا، التي تعد جزءًا من التاريخ المصري ولكن تحت حكم غير مصري. ثم انتهى الحكم المصري القديم تمامًا مع احتلال الرومان لمصر.
استنتاج
يعتبر عدد اسر الفراعنة نقاشًا لا يمكن فصله عن دراسة تطور الحضارة المصرية القديمة. من خلال تحليل الأسر المختلفة من الأسرة الأولى حتى الأخيرة، نستطيع أن نفهم كيف تطورت مصر عبر مراحلها التاريخية. تسلّط دراسة الأسر الضوء على الصعود والهبوط الذي عاشه الفراعنة، حيث عكست كل فترة تحديات ونجاحات فريدة.
وبالنسبة لمحبي التاريخ والباحثين في آثار مصر، تبقى الأسر الفرعونية محورًا مهمًا لفهم تكوين واحدة من أقدم الحضارات العالمية وأكثرها تأثيرًا. من خلال كنوزها وآثارها، قدّمت لنا الأسر الفرعونية سجلًا خالدًا لحياة المصريين القدماء وطموحاتهم الكبرى.
#مصر_القديمة #تاريخ_الفراعنة #الأسر_الفرعونية #الحضارة_المصرية #تاريخ_الإنسانية #آثار_مصر #أهرامات_مصر #الملك_خوفو #رمسيسالثاني
تُعد الأهرامات من أعظم معجزات الهندسة والبناء في التاريخ البشري، ومصدر إلهام وإعجاب كثير من الباحثين والمهتمين بعلم الآثار والهندسة المعمارية. تستمر الأهرامات، وخاصة هرم خوفو في الجيزة، في إثارة الأسئلة حول كيفية بنائها، خاصة أن هذه الهياكل العملاقة شُيدت في عصور لم تكن تمتلك تقنيات الحفر والبناء المتقدمة التي نعرفها اليوم. هدفنا في هذا المقال هو استكشاف طريقة بناء الأهرامات من منظور تاريخي وهندسي، وتسليط الضوء على النظريات والابتكارات التي كانت وراء هذا الإبداعات الفريدة.
أهمية الأهرامات في التاريخ المصري القديم
تُعد الأهرامات رمزاً للحضارة المصرية القديمة، وتجسد التطور العظيم الذي بلغه المصريون القدماء في مجالات الهندسة المعمارية والفنون والعلوم. الأهرامات لم تكن مجرد مقابر للفراعنة، بل كانت تُعتبر بوابة الروح إلى الحياة الآخرة. في العقيدة المصرية القديمة، كانت الروح بحاجة إلى هيكل مادي قوي ليلجأ إليه بعد الموت، وهذا ما يفسر التصميم المدهش الذي يبحث عن الديمومة والبقاء.
إلى جانب ذلك، كانت عملية بناء الأهرامات تُظهر القوة الاقتصادية للمملكة المصرية. فقد استغرقت هذه الهياكل عشرات السنين لبنائها، واحتاجت إلى مئات الآلاف من العمال، مما يعكس النظام الإداري والتنظيمي القوي الذي كان قائماً آنذاك. وكان هذا النظام يعتمد على التعاون الجماعي والإشراف الهندسي الدقيق لإتمام البناء.
الأهمية الثقافية للأهرامات لا تقتصر فقط على المصريين القدماء، بل تمتد إلى الأجيال القادمة التي تنظر إليها بشغف وتعجب، وتعبر عن احترامها لتقنيات البناء المتقدمة المستخدمة آنذاك.
موقع الأهرامات وعلاقته بالبناء
موقع الأهرامات كان عاملاً هاماً في قرار البناء. فالأهرامات الكبرى، مثل تلك الموجودة في الجيزة، تقع بجوار نهر النيل، وهو ما سهل نقل الأحجار المطلوبة للبناء. كان المصريون القدماء على دراية تامة بالجغرافيا التي تلبي احتياجاتهم البلدانية، مثل وجود مصادر مياه لحياة العمال، وأرض مرتفعة تحمي البناء من الفيضانات المحتملة.
الأهرامات بُنيت على قاعدة مستوية وبعيدة عن منطقة الزلازل، مما يجعل هذا الموقع استراتيجياً بكل المقاييس. هذا التفاعل بين التصميم والموقع يعكس الذكاء الهندسي للمصريين القدماء.
اختيار المواد الأولية
كانت المواد الأولية لبناء الأهرامات تتكون بشكل رئيسي من الحجر الجيري الموجود محلياً، بالإضافة إلى الجرانيت الذي كان يُحضر من أسوان. الحجر الجيري كان الخيار الرئيسي لبنائها، حيث كان متوفراً بكثرة وسهلاً نسبياً في التعامل معه مقارنة بالجرانيت.
العملية كانت تبدأ بحفر المناجم لاستخراج كتل الحجر الجيري، ومن ثم كانت تُنقل تلك الكتل بوسائل تحقق الكفاءة والفعالية. هذه الوسائل تضمنت استخدام الزلاجات الخشبية والطين لتقليل الاحتكاك خلال النقل. كما أظهرت الاكتشافات أن المصريين القدماء استخدموا أنظمة مبتكرة لتقليل الأعباء المترتبة على رفع وتحريك الكتل الضخمة.
التحديات التي واجهها البناؤون
حجم الأهرامات الهائل فرض تحديات كبيرة أمام المهندسين والبنائين، منها كيفية رفع ونقل الكتل الحجرية التي بلغ بعضها وزناً يصل إلى 70 طنًا، وضمان دقة وضع الكتل في مكانها. بالإضافة إلى ذلك، كان عليهم مواجهة تأثيرات المناخ مثل الحرارة الشديدة والتغيرات الموسمية.
من ناحية أخرى، كانت الضغوط الإدارية لتنسيق عمل عمالة ضخمة تُعد تحدياً مختلفاً تماماً. تشير الأدلة الأثرية إلى أن ما يصل إلى 20,000 عامل كانوا يُستخدمون في بناء هرم مثل هرم خوفو، وكانوا بحاجة إلى التنظيم الدقيق وتوفير الغذاء والماء لهم يومياً.
أدوات وتقنيات البناء
على الرغم من أن المصريين القدماء لم يمتلكوا التقنيات الحديثة، فإنهم اعتمدوا على أدوات بسيطة لكنها فعالة. استخدموا الأدوات النحاسية والمطارق الحجرية لتقطيع الأحجار، كما استخدمت الآليات البسيطة مثل الرافعات والأذرع الخشبية لتحريك الكتل إلى الأعلى.
أحد العوامل الحاسمة في بناء الأهرامات كان استخدام المنحدرات الرملية التي تُبنى بجانب الهيكل. هذه المنحدرات، التي كانت تأخذ أشكالاً متعددة، مثل المنحدر المستقيم أو الحلزوني، كانت تُستخدم لسحب الكتل إلى قمة الهرم.
الدراسات الحديثة لفهم الطريقة
الدراسات الأثرية الحديثة، بفضل التكنولوجيا المتقدمة مثل الليزر والتصوير الثلاثي الأبعاد، ساعدت في الكشف عن المزيد حول التقنيات المستخدمة في بناء الأهرامات. على سبيل المثال، أثبتت عمليات البحث أن المصريين قد استغلوا الفيزياء البسيطة لتحريك الكتل عن طريق ترطيب الرمال أمام الزلاجات المستخدمة، مما قلل من الاحتكاك وسهل العملية.
إضافة إلى ذلك، أظهرت الأدلة أن البناء تم على مراحل منظمة ومخطط لها جيداً، مما يعكس فهماً متقدماً لتقسيم العمل وإدارة الموارد.
الخاتمة
إن طريقة بناء الأهرامات المصرية القديمة تمثل عبقرية لم يسبق لها مثيل في التاريخ، وتعكس مدى التقدم العلمي والهندسي الذي بلغه المصريون القدماء. على الرغم من التطور التكنولوجي الذي نشهده اليوم، ما زالت نظريات بناء الأهرامات تثير الإعجاب والتساؤلات، كما أنها تُعد شاهدًا دائمًا على براعة الإنسان وقدرته على الإبداع.
في النهاية، تظل الأهرامات واحدة من عجائب الدنيا التي تلهم البشر على مر العصور، وتذكرنا دائماً بأن الإبداع البشري لا حدود له.
#الأهرامات
#الهندسة_المعمارية
#التاريخ_المصري
#الحضارة_المصرية
#تاريخ_الإنسانية